التنمية شعار يتردد في الإعلام، وعلى ألسنة المسؤولين، فيما لا يعرف المواطنون معناه!
طلاب اكاديمية العمل البلدي في الجمعية اللبنانية للدارسات والتدريب هم من الطلاب الجامعيين الذي تلقوا ورش عمل مكثفة في مواضيع المواطنية، العمل البلدي وغيرها। قرر الطلاب الا يكونوا مجرد شهود على الاهمال والتقصير في المواضيع التنموية ايمانا منهم بمسؤوليتهم، فاختاروا مشكلة باتت هّماً لجميع اهالي مدينة بعلبك فكانت حملة مدافعة حول طرقات مدينتهم। نزل الطلاب الى الشارع واجروا مقابلات مصورة مع المواطنين والمسؤولين وخلصوا الى ان الجميع مسؤول عن حالة الطرقات الرديئة بدءا بالمواطن الذي يحفر من تلقاء نفسه دون ان يرجع الى المؤسسات المسؤولة، وصولا الى وزارة الاشغال، مرورا بدور البلدية المراقب والمسؤول عن تنفيذ مشاريع باقي الادارات لا سيما تلك التي تنفذ مشروع مياه الشفة في المدينة। كاميرا اكاديمية العمل البلدي في الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب اجرت العديد من المقابلات وهذا اهم ما جاء فيها:
اعتبرت الطالبة في اكاديمية العمل البلدي سوزان صابر ان منطقة بعلبك هي منطقة سياحية يزورها الجميع لمشاهدة معالمها الاثرية الرائعة ولكن للاسف يتفاجؤون بطرقاتها العامة والداخلية حيث تنتشر الحفر بكثافة مما يعطي انطباعا سيئا للزائرين عن المدينة
الطالب في اكاديمية بعلبك خضر صلح اشار الى ان اصواتنا يجب ان تصل الى صاحب القرار والى المسؤولين عن حالة الطرقات في المنطقة لانها وصلت الى حد لا يمكن السكوت عليه
رئيس جميعة تجار بعلبك السيد نصري عثمان قال: الكل يلحظ ما وصلت اليه وضعية الطرقات السيئة وهناك مسؤولية تقع على عاتق السلطة المحلية اي البلدية وعلى الدولة بكل مؤسساتها، فالجهات المراقبة للمشاريع التي تنفذ في المدينة لم تكن بالمستوى المطلوب والشواهد على ذلك وضع طرقاتنا الداخلية، كذلك فان المسؤولية تقع على عاتق الشركة المنفذة لمشروع شبكات المياه في بعلبك।
الناشطة الاجتماعية الدكتورة بتول اليحفوفي اشارت الى انه دائما ما نشاهد حفر ثم ترميم، ثم حفر ثم اعادة ترميم وهذا ما يزيد في سوء وضع الطرقات، وهنا تتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى البلدية، لانها صاحبة القرار بكل ما يجري في نطاق موقعها الجغرافي وهي التي تقوم بالتشريعات والاشراف على التنفيذ واذا ما كان هناك مشروع قيد التنفيذ تابع لاي وزراة او ادارة فيجب ان تنسق مع البلدية। اضافت ان المواطن يتحمل ايضا المسؤولية لانه عادة ما يحفر دون ان يأخذ الاذن من البلدية ودون ان يعيد الطريق الى ما كان عليه.
الاعلامي عبد الرحيم شلحة اشار الى ان الاشغال التي تنفذ في المدينة لا تطبق عليها المواصفات المطلوبة وهذا ما احدث ثغرة في البنى التحتية لا سيما الطرقات بالاضافة الى غياب التنسيق في تنفيذ المشاريع، فما ان ينتهي حفر طريق لمشروع ما واعادة طمره حتى تبدأ عملية الحفر من جديد لمشروع آخر دون فارق زمني يذكر، كما ان نوعية الاشغال المنفذة تفتقد الى غياب الرقابة خاصة من قبل الاستشاري الذي يعمد الى التفاهم مع المنفذ وهذا امر غير منطقي لانه من المفترض على الاستشاري ان يراقب عمل المتعهد. واشار الى ان البلدية تتحمل المسؤولية بصفتها المسؤولة الرسمية عن الرقابة كما يوجد مسؤولية يتحملها المجتمع المدني، الاهالي، الجمعيات والنوادي لجهة المراقبة والمطالبة، كما يوجد مسؤولية على عاتق وزارة الاشغال والغريب اننا نرى تكريماً لوزير الاشغال في المنطقة دون ان نرى مشاريع تنفذ بينما من المفترض ان نكرم الوزير على عمله بعد تنفيذ المشاريع.
رئيس بلدية بعلبك بسام رعد حينها اشار الى ان بعلبك كانت بحاجة الى تجديد شبكات مياه الشفة التي يعود عمرها الى اكثر من خمسين سنة لذلك فان تنفيذ هذا المشروع ادى الى تراكم الحفر داخل المدينة، والشركة المنفذة ملزمة باعادة الطرقات الى ما كانت عليه، ومسؤوليتنا تفرض علينا ان لا نستلم هذه الشبكة الجديدة الا بعد صيانة كل الاخطاء وعندما تجري المياه بشكل طبيعي داخل الشبكة، ونحن نضغط في هذا الاتجاه، وراضين عن زيادة الحفر لكن لمصلحة انهاء تنفيذ شبكات المياه دون اخطاء وهذا السبب الرئيسي لارتفاع عدد الحفر في مدينة بعلبك। واشار الى ان هناك طرقات يتواجد فيها حفر لا علاقة لمشروع شبكة المياه بها وهذه سيتم تعبيدها خلال فترة قصيرة. اضاف، نحن كبلدية نعتبر ان هذه الحفر نقطة سوداء نعمل للتخلص منها وهذا لا يتم الا بشراكة حقيقية بين البلدية والمواطن، فالمواطن الذي يحفر امام بيته دون ان يبلغ البلدية، على الاقل يعيد ما حفره الى ما كان عليه، فالمواطن والبلدية مسؤولان.
ان تنفيذ مشروع المدافعة لا يهدف الى تحميل احد مسؤولية الخلل الحاصل ولا لمهاجمة احد، بل هو صرخة من طلاب ارادوا من خلالها ان يلفتوا نظر الجميع الى ان المساءلة والمراقبة يجب ان تكون من الجميع، وعندما يلاحظ المسؤول ان هناك من يراقبه ويحاسبه للمصلحة العامة فانه بالتأكيد سيقوم بدوره كاملا وسيتعاون مع الجميع للمصلحة العامة.
وهنا لا بد من ذكر ملاحظة هامة خلص اليها الطلاب انفسهم ورأوها بأم اعينهم، هي بالتأكيد ليست محض صدفة انما تأثير مباشر للحملة نفسها، فما ان نزل الطلاب الى الشارع وبدأوا باجراء المقابلات وعرف المسؤولون بالامر حتى بدأ المعنيون بتسكير بعض الحفر ولو بشكل مؤقت، وهذا ما يثبت ان حملات المدافعة والمطالبة والمساءلة لا بد من ان تعطي نتيجة اكيدة وصحيحة، وهذا ايضا ما يشجع المجتمع المدني والاهلي والمحلي على استخدام هذا النوع من عمليات المدافعة التي تنطلق من منطلق
علمي ومدروس ومحدد الاهداف والخطوات.